أن يحمل احدهم قلمه ليكتب كتابا خصيصا
لمدينة يعد أمرا رائعا، وإن دل على شيء فإنما يدل على جمال وعظمة المكان الذي أبى
إلا أن يترك بصمة لم تحل ولم تزل مع مرور الأيام والسنين.
هذا هو الحال مع رابح طوبال، الذي خلد
سكيكدة بقلمه، رجع بينا إلى أجوائها التاريخية، الإجتماعية والإقتصادية، وعقد لنا
موعدا مع أبطالها الحقيقيين.
يتحدث الكاتب رابح طوبال، الموظف
السابق في وزارة الشؤون الخارجية عن ولاية سكيكدة في كتابه "طفولتي في
سكيكدة"
هذا الرجل الذي وقع مثل كثيرين قبله في سحر المدينة التي
احتضنته وهو صغير.
عاش رابح طوبال في سكيكدة بين سنتي 1955 و 1970، حيث تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي، ثم التحق بالمدرسة العليا للإدارة، قسم الدبلوماسية، دفعة "هواري بومدين" وعمل في وزارة الشؤون الخارجية من سنة 1979 إلى غاية 2013 قبل أن يتقاعد أخيرا.
رابح طوبال من مواليد مشتة ولاد عمر في العنصر بولاية
جيجل، يسافر في أحياء وأزقة مدينة سكيكدة القديمة
ويحكي عن ذكريات طفولته في فيليب فيل كما كانت تُسمّى، ويسبح بالقاريء في
متاهات روسيكادا العريقة.
سكيكدة الرائعة التي كانت ملاذا آمنا للكثيرين والذين تركوا لنا قصصهم شاهدة على جمال المدينة وضيافتها.
في شهادته، لا يترك مؤلف الكتاب أي جزء من الحياة في سكيكدة بين عامي 1955 و 1970. ينتقل من الحياة في العائلات إلى الشوارع والمحلات التجارية وصولا إلى الرياضة والثقافة. يقتبس من بائعي تذاكر ومراقبي دور السينما ومدير المسرح البلدي. من خلال "سكيكدة في طفولتي" ، لم يكتب رابح طوبال شهادة فقط ، بل أحيى المدينة الجميلة التي كانت سكيكدة. أروع كتاب يقرأه أطفال هذه المدينة على الإطلاق ، حيث يلتقون ليعيشوا طفولتهم ، ولكن أيضا لأولئك الذين يريدون اكتشاف سكيكدة.
"طفولتي في سكيكدة" (1955 - 1970) بقلم رابح طوبال كتاب نشرته دار النشر "مطبوعات الشليف" هو كتاب يغمر أطفال هذه المدينة في طفولتهم من جديد ويظهر لمن لم يعش ذلك الوقت أحياء وشوارع وأزقة وشخصيات مدينة سكيكدة.
Commentaires
Enregistrer un commentaire